منتدى ابورزق
اهلا وسهلا بك اخي الزائر في منتدى ابورزق قم بالتسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى ابورزق
اهلا وسهلا بك اخي الزائر في منتدى ابورزق قم بالتسجيل
منتدى ابورزق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يقول أبو تمَّام من أبيات في هذه القصيدة الفريدة على خواطر الشعر ومعانيه

اذهب الى الأسفل

يقول أبو تمَّام من أبيات في هذه القصيدة الفريدة على خواطر الشعر ومعانيه Empty يقول أبو تمَّام من أبيات في هذه القصيدة الفريدة على خواطر الشعر ومعانيه

مُساهمة من طرف aborzg الخميس 23 فبراير 2012, 15:27

السَّـلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته

إنَّ صلات المودَّدة ووشائج المحبـَّـة بين أبي تمـَّام والحسن بن وهب كانت من العمق والوثاقة بحيث استنطقت أبا تمَّـام بأرقِّ
المعاني وأعذب الألفاظ ، ومن الطريف أن يكون بينهما مكاتبات هذا من الموصل وذاك من بغداد ختى آخر أيام الشاعر الطائي
ولأبي تمَّام قصيدة قافية القافية في الحسن ضمَّنها أرقّ معانيه وأعمقها في إزار مُوشـَّى بالألفاظ العذاب ، ومن الغريب أن يكون
أحد أبياتها إرهاصاً بفراق طويل أبديٍّ بين الصَّديقين الصَّدوقين حبيب بن أوس والحسن بن وهب .

يقول أبو تمَّام من أبيات في هذه القصيدة الفريدة على خواطر الشعر ومعانيه :

ســـلام ٌ ترجف الأحشاء منــــــه .. على الحسن بن وهب والعراق
على البلـــــــد الحبيب إليَّ غوراً .. ونجـــــــداً والفتى الحلو المذاق
ليــــــاليَ نحن في وسنات عيش .. كأنَّ الدَّهْـــر منها في وثـــــــاق
وأيَّــــاماً لـنـا ولــهُ لِـــــــــــــداناً .. عرينا من حواشـــــــيها الرِّقاق
نصبّ على التقارب والتــَّــداني .. ويسقينا بكأس الشـَّوق سَـــــــاق
كأنَّ العهْـــــــــــد عن عُفر لدينا .. وإن كان التـَّـلاقي عن تـــــــلاق
سأسقي الرَّكب من ذكراه صرفاً .. وممزوجاً من الكلِــم البــَـــــواقي
شراباً عظمه للشـــرب شـُــرب .. وسَـــائــِـره ارتفــــاق للــــرِّفــاق
وتـُبرد بيننا أبــــــــداً قـــــوافٍ .. وشِـــيـــــكُ الـفـَـوْت منها باللحاق
على أقـرابــــــها وعلى ذراهــا .. لطائم من مديــــــح واشتيَــــــــاق
مُضاعفــــــــة الصَّبابة مُستبين .. على صفحاتها أثــــرُ الـفِـــــــراق

نقول إنَّ البيتين الأخيرين كانا إرهاصاً بفراق أبدي ، فقوافي أبي تمَّام كانت :

مُضاعفة الصَّبابة مُستبين .. على صفحاتها أثرُ الفراق

ومن فرائد أبي تمَّام التي هلــَّـل الشعراء لسماعها فضلا ً عن الممدوح ، مديحته في عبد الله بن طاهر بن الحسين في خراسان
لقد لقيه الشعراء وطلبوا منه أن يُسمعهم بعض شعره ، ولكنه طلب منهم الانتظار ريثما يكون الغد فيسمعون قصيدته بالأمير .

وكان أبو تمَّام على ثقةٍ من قوله ووعده ، وما أن بدأ قصيدته :

هـُنَّ عوادي يوسف وصواحبـُـهْ .. فعزْماً فقدماً أدرك السؤل طالبهْ

وقطع مرحلة منها حتى هاج الشعراء وقال واحد منهم - هو الرِّياحي - إعجاباً بالشاعر الكبير : لي عند الأمير جائزة
وعدني بها أرجو أن تـُعطى لهذا الشاعر المجيد ، وما أن انتهى أبو تمَّام من إنشاد قصيدته حتى كانت الدَّنانير الذهبية تنثر على
أردانه حسبما ورد في قصَّة هذه القصيدة ، فلنستعرض بعض أبيات هذا الشعر الفريد :

أعَـاذلِـتِـي ، مَــا أخـْشـَـن الليْــل مركبا .. وأخـْشـَـنُ مِـنــْـه في الـمُلِـمَّــاتِ راكِـبُــهْ
ذريــنِــي وأهْــــــوال الزمَــان أفـانـها .. فـأهْـــــوالـُـه العُــظـْـمَـى تـلِــيها رغائبُهْ
ألـَـمْ تـعْـلمي أنَّ الزِّمَــاع على السّـُرى .. أخـُــو الـنـّجـْـح عِـند الحادثات وصاحبُه
دَعِــيــنِـي عَــلى أخـْلاقيَ الـصّـمّ للتي .. هِـــي الـْـوَفـْـــرُ أو سِــرب تـُرنّ نوادبُهْ
فـإنَّ الـْحُـســام الهُـنـْـــــدُوانِـيَّ إنــَّـــما .. خـُشـــُـونـتــُه مَا لــَـمْ تـُـفـَلــَّـل مضاربُهْ
وقـلـْـقــل نـأيٌ من خـُـراسـَان جأشـَـها .. فقلتُ : اطمئني ، أنضرُ الرَّوض عازبُهْ
وركـبٍ كـَـأطـْـراف الأسـِـــنة عرَّسوا .. عـَـلى مِـثــلها والليْــــــــل تسطو غياهبُهْ
لأمْـــر عَـلـَيـْــهم أن تـتِــــمَّ صُـــدُورهُ .. ولـيـْس عَـلـيـْـهـــــــــم أن تـتـمَّ عَـواقبُهْ
عـلى كــُــلِّ روَّاد الـمِـلاط تهـَــــدَّمَـت .. عَــريـكـتــه الـعـلـيَـــــــاء وانضمَّ حالبُهْ
رعَـتــْـه الـفـيَــافي بعْــدما كان حـقـبـة .. رَعَـــــاهَـا ، ومَاء الرَّوض ينهلّ ساكبُهْ
فأضحى الفــلا قد جَـدَّ في برْي نحضه .. وكـــان زمَـانـاً قـبْــل ذاك يُـلاعِــبُـــــهْ
فكــــمْ جـــذع وادٍ جَــبَّ ذروة غَــاربٍ .. وبـالأمْـس كـانــت أتـْـمَـكـَـتـْهُ مَـذانِـبُـهْ
إليـْـك جـزعـنـــا مغرب الشمس كـُـلما .. هَـبَـطـْـنـَـا مَــلا ً صلــَّت عليك سباسبُهْ
فـلـَـوْ أنَّ ســيْــراً رُمْـنـَـهُ فاسْـتـطعْــنه .. لِـصاحِـبــِـنــَـا سَــوْقاً إلـيـْــك مَـغـاربُـهْ
إلى ملــكٍ لـمْ يُـلـــق كـلـْـكـل بـاسِـــــه .. عَــلـَـى مَـلِــكٍ إلا َّ وَلِــلــذلِّ جَــانِــبُـــهْ
إلى سَـالِـب الجـبـَّــار بـيْــضة مُلـْـكــهِ .. وآملــُــهُ غــَــادٍ عَـلــَيـْـــــه فـَـسَـــالِـبُـهْ
إذا أنت وجَّهْــتَ الرِّكـَــاب لِـقـصْــــدهِ .. تـبَـيَّـــنـْـتَ طعْـــمَ الماءِ ذو أنتَ شاربُهْ
سَــما للعُــــــلا من جـانـبـيـْـــها كليهما .. سُمُـــــــوَّ عُباب الماءِ جاشت غـواربُـهْ
فـنـَــوَّل حـتـَّـى لـمْ يجـِـدْ من يُـنـيــــلهُ .. وحارب حَـتى لـَــمْ يَـجـِـدْ من يُحَــاربُـهْ
وذو يـقـظــاتٍ مُـستـمِــــرٍّ مَـريــــرها .. إذا الخطبُ لاقــَاها اضمحلت نــَـوائبُـهْ
أرى الناس منهاج الندى بعدما عَـفـَـت .. مَهَــايِــِـعُـهُ الـْمُـثــْـلى وَمَحَّــتْ لـواجبُهْ
فـفِـي كـلِّ نجـــدٍ في البـِـلاد وغـائــــر .. مَـوَاهِـــبُ لـَـيسـتْ مِـنـهُ وهيَ مواهبُهْ
لِـتحدثْ لـَـــهُ الأيـَّــــامُ شُـكـرَ خـناعـةٍ .. تطيــبُ صَــبا نــجــْـدٍ بـــِهِ وَجَـنـائبُـهْ
إذا ما امْـــرؤ ألـْـقــى بربعِــــكَ رحلـهُ .. فـقــــدْ طالـَبَـتـْهُ بالـنــَّـجَـاح مَـطـالِـبُـهْ

لقد كان أبو تمَّام على حقٍّ حين رفض أن ينحني ليجمع النانير الألف التي نـُـثِـرت عليه ، فالقصيدة جماع دُرر وليست نثار
دنانير ، حتى الرِّحلة التقليدية في مُستهلها كانت رحلة جديدة فينانة الدروب ، وكان موكب الاستعارات ، وقافلة التشبيهات
وسرب المعاني على مسارها لمما يندر وجوده مُجتمعاً في قصيدةٍ أخرى عند شاعر آخر .
وتتوالى أبكار المعاني في شعر أبي تمَّام وبخاصة في مقام المديح ، فيسأل سائل إبراهيم بن العباس : من أشعر أهل زماننا ؟

فيقول : الذي يقول :

مطـرٌ أبـُـــوكَ أبــو أهِــلــَّـة وائل .. ملأوا البسيطة عُــدَّةً وعَــديـدا
نسبٌ كأنَّ عَـلـيهِ من رأدِ الضحى .. نـوراً ومن فلق الصباح عمودا
ورثوا الأبوَّة والحظوظ فأصبحوا .. جمعوا جدوداً في العُلا وَجُدَودا

ولا يعني إبراهيم بن العباس بهذا الشاعر المجيد غير أبي تمَّام ، وهي أبيات من واحدة من عيون قصائد أبي تمَّام في مدح خالد
بن يزيد بن مزيد الشيباني فيها من الأفكار الأبكار والقوافي العذاب ما يمسك بتلابيب المرء بحيث لا يمر بها حتى يأتي عليها
قراءة وترديداً .

ومن روائع معانيه في الجود والكرم ما قاله في المعتصم في قصيدته اللامية النفيسة :

أجَــلْ أيـّـها الرَّبْعُ الذي خَـفَّ أهـلــُهْ .. لقدْ أدْركـَتْ فيكَ النـَّـوى ما تـُحاولــُهْ

وفيها يقول :

بِيُمن أبي إسحاقَ طالتْ يدُ العُلا .. وقامت قـنـَـاة الـدِّيـن واشتدَّ كاهلُهْ
هُوَ الـيَـمّ من أيِّ النواحي أتيـْـتهُ .. فلُـجَّـتـُـهُ المعروف والجود ساحلُهْ
تعَــوَّدَ بسْطـَ الكـفِّ حتى لـو انهُ .. ثـنـَاها لـقبْـضٍ لم تـُجـبـْـهُ أناملـُـهْ
ولو لم يكن في كـفـِّهِ غيرُ روحهِ .. لجَـادَ بهَـا فـلـْـيـتـَّـقِ اللهَ سـائلــُــهْ

------------------

يتبع إن شاء الله تعالى

تحـيــَّــاتي

aborzg
Admin

المساهمات : 187
تاريخ التسجيل : 23/02/2012

https://aborzg.hooxs.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى