منتدى ابورزق
اهلا وسهلا بك اخي الزائر في منتدى ابورزق قم بالتسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى ابورزق
اهلا وسهلا بك اخي الزائر في منتدى ابورزق قم بالتسجيل
منتدى ابورزق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصيدة (السيف)

اذهب الى الأسفل

قصيدة (السيف) Empty قصيدة (السيف)

مُساهمة من طرف aborzg الخميس 23 فبراير 2012, 15:16



دمشـــــقي الهوى قلبي



أجمل قصائد أبو تمام
« في: 02 10, 2004, 05:43:38 »
قصيدة (السيف)


أبو تمام


السيف أصدق أنباءً من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب

بيض الصفائح لا سود الصحائف في ... متونهن جلاء الشك والريب

والعلم في شهب الأرماح لامعةً ... بين الخميسين لا في السبعة الشهب

أين الرواية بل أين النجوم وما ... صاغوه من زخرفٍ فيها ومن كذب

تخرصاً وأكاذيباً ملفقة ... ليست بنبعٍ إذا عدت ولا غرب

عجائباً زعموا الأيام مجفلةً ... عنهن في صفر الأصفار أو رجب

و خوفوا الناس من دهياء مظلمةٍ ... إذا بدا الكوكب الغربي ذو الذنب

و صيروا الأبرج العليا مرتبة ... ما كان منقلباً أو غير منقلب

يقضون بالأمر عنها و هي غافلةٌ ... ما دار في فلكٍ و في قطب

لو بنيت قط أمراً قبل موقعه ... لم تخف ما حل بالأوثان و الصلب

فتح الفتوح تعالى أن يحيط به ... نظمٌ من الشعر أو نثرٌ من الخطب

فتح تفتح أبواب السماء له ... و تبرز الأرض في أثوابها القشب

يا يوم وقعة عمورية انصرفت ... عنك المنى حفلاً متسولة الحلب

أبقيت جد بني الإسلام في صعدٍ ... و المشركين و دار الشرك في صبب

أم لهم لو رجوا أن تفتدي جعلوا ... فداءها كل أمٍ برةٍ و أب

و برزة الوجه قد أعيت رياضتها ... كسرى وصدت صدوداً عن أبي كرب

بكرٌ فما اقترعتها كف حادثهٍ ... و لا ترقت إليها همة النوب

من عهد إسكندرٍ أو قبل ذلك قد ... شابت نواصي الليالي و هي لم تشب

حتى إذا مخض الله السنين لها ... مخض البخيلة كانت زبدة الحقب

أتتهم الكربة السوداء سادرةً ... منها و كان اسمها فراجة الكرب

جرى لها الفأل برحاً يوم أنقرةٍ ... إذ غودرت وحشة الساحات و الرحب

لما رأت أختها بالأمس قد خربت ... كان الخراب لها أعدى من الحرب

كم بين حيطانها من فارسٍ بطلٍ ... قاني الذوائب من آني دمٍ سرب

بسنة السيف ، و الحناء من دمه ... لا سنة الدين و الإسلام مختضب

لقد تركت أمير المؤمنين بها ... للنار يوماً ذليل الصخر و الخشب

غادرت فيها بهيم الليل و هو ضحى ... يشله وسطها صبحٌ من اللهب

حتى كأن جلابيب الدجى رغبت ... عن لونها وكأن الشمس لم تغب

ضوءٌ من النار والظلماء عاكفةٌ ... وظلمةٌ من دخانٍ في ضحىً شحب

فالشمس طالعة من ذا وقد أفلت ... والشمس واجةٌ من ذا ولم تجب

تصرح الدهر تصريح الغمام لها ... عن يوم هيجاء منها طاهرٍ جنب

لم تطلع الشمس فيه يوم ذاك على ... بانٍ بأهلٍ ولم تغرب على عزب

ما ربع مية معموراً يطيف به ... غيلان أبهى ربىً من ربعها الخرب

ولا الخدود وقد أدمين من خجلٍ ... أشهى إلى ناظري من خدها الترب

سماجةٌ غنيت منا العيون بها ... عن كل حسنٍ بدا أو منظرٍ عجب

وحسن منقلبٍ تبدو عواقبه ... جاءت بشاشته من سوء منقلب

لو يعلم الكفر كم من أعصرٍ كمنت ... له العواقب بين السمر والقضب

تدبير معتصمٍ بالله منتقمٍ ... لله مرتقبٍ في الله مرتغب

و مطعم النصر لم تكهم أسنته ... يوماً و لا حجبت عن روح محتجب

لم يغز قوماً و لم ينهد إلى بلدٍ ... إلا تقدمه جيشٌ من الرعب

لو لم يقد جحفلاً يوم الوغى لغدا ... من نفسه وحدها في جحفلٍ لجب

رمى بك الله برجيها فهدمها ... و لو رمى بك غير الله لم يصب

من بعد ما أشبوها واثقين بها ... و اللهم مفتاح باب المعقل الأشب

و قال ذو أمرهم : لا مرتعٌ صددٌ ... للسارحين و ليس الورد من كثب

أمانياً سلبتهم نجح هاجسها ... ظبي السيوف و أطراف القنا السلب

إن الحمامين من بيضٍ و من سمرٍ ... دلوا الحياتين من ماءٍ و من عشب

لبيت صوتاً زبطرياً هرقت له ... كأس الكرى و رضاب الخرد العرب

عداك حر الثغور المستضامة عن ... برد الثغور و عن سلسالها الحصيب

أجبته معلناً بالسيف منصلتاً ... و لو أجبت بغير السيف لم تجب

حتى تركت عمود الشرك منقعراً ... ولم تعرج على الأوتاد و الطنب

لما رأى الحرب رأي العين توفلسٌ ... و الحرب مشتقة المعنى من الحرب

غدا يصرف بالأموال جريتها ... فعزه البحر ذو التيار و اللجب

هيهات زعزعت الأرض الوقور به ... عن غزو محتسبٍ لا غزو متكسب

لم ينفق الذهب المربي بكثرته ... على الحصى و به فقرٌ إلى الذهب

إن الأسود ، أسود الغاب همتها ... يوم الكريهة في المسلوب لا السلب

ولى و قد ألجم الخطي منطقه ... بسكتةٍ تحتها الأحشاء في صخب

أحذى قرابينه صرف الردى و مضى ... يحثث أنجى مطاياه من الهرب

موكلاً بيفاع الأرض يشرفه ... من خفة الخوف لا من خفة الطرب

إن يعد من حرها عدو الظليم فقد ... أوسعت جاحمها من كثرة الحطب

تسعون ألفاً كآساد الشرى نضجت ... جلودهم قبل نضج التين و العنب

يا رب حوباء لما اجتث دابرهم ... طابت و لو ضمخت بالمسك لم تطب

و مغضبٍ رجعت بيض السيوف به ... حي الرضا من رداهم ميت الغضب

و الحرب قائمةٌ في مأزقٍ لججٍ ... تجثو الكماة به صغراً على الركب

كم نيل تحت سناها من سنا قمرٍ ... و تحت عارضها من عارضٍ شنب

كم كان في قطع أسباب الرقاب بها ... إلى المخدرة العذراء من سبب

كم أحرزت قضب الهندي مصلتةً ... تهتز من قضبٍ تهتز في كثب

بيضٌ إذا انتضيت من حجبها رجعت ... أحق بالبيض أتراباً من الحجب

خليفة الله جازى الله سعيك عن ... جرثومة الدين و الإسلام و الحسب

بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها ... تنال إلا على جسرٍ من التعب

إن كان بين صروف الدهر من رحمٍ ... موصولةٍ أو ذمامٍ غير منقضب

فبين أيامك اللاتي نصرت بها ... و بين أيام بدرٍ أقرب النسب

أبقت بني الأصفر الممراض كاسمهم ... صفر الوجوه وجلت أوجه العرب

aborzg
Admin

المساهمات : 187
تاريخ التسجيل : 23/02/2012

https://aborzg.hooxs.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى